تجربتي الأولى في التطوع الميداني || My first experience in volunteer field
بسم الله الرحمن الرحيم
في عصر ذلك اليوم تلقيت اتصالاً من
رقم غريب، ترددت في الإجابة عليه في بادئ الأمر و من ثم:
- ...
.
- السلام
عليكم.
- و
عليكم السلام.
- الأخت
...
- نعم
معكِ.
- هناك
مكان شاغرٌ لك لتكوني معلمة للمرحلة الإبتدائية، أي المراحل تريدين؟
- ؟؟
.
- الصفوف
العليا أم الدنيا؟
- كلاهما
واحد.
- حسناً
إذاً.
- شكراً
لك، جزاكِ الله خيراً.
هكذا كانت
البداية .. .. بداية تجربة جديدة بأن أكون معلمة لمدة أسبوعان!!
أود التطرق
للحديث عن التطوع ما استفدته من كلمة ألقتها علينا أ. عبير المديفر بهذا المجال:
أن التطوعَ هو عمل إنساني نابعٌ من
داخل المرء لمساعدة الآخرين بطيبِ نفس من دون مقابل يرجو الأجر من الله عز وجل، و
أن عملية التدريس و التربية تعتبر من أقوى الميادين الدعوية على مر الزمن، كما ذكر
في الحديث فضل ذلك و منها حديث أبي أمامة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال: «إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين، حتى
النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر؛ ليصلون على معلمي الناس الخير».
أخرجه الترميذي و صححه ، سأذكر بعض الوقفات المهم للمتطوع
معرفتها:
· احتساب الأجر التام من الله عز و جلّ ، و مراجعة النية من فترة لأخرى
.
· الإنتاجية: عندما يكون خلق الأعذار سلاحك عند تقصيرك في أمرٍ ما
فاعلم أنك لن تستطيع تحقيق ما تريد لأن " اختلاق الأعذار" عقبة عليك
علاجها ، فهي سبب في عدم تقدمك، بينما شعورك بالإنتماء للعمل المبذول سبباً لزيادة
انتاجيتك فيه.
· لا تحتقر الأمر الذي وكل إليك مهما كان بسيط بالنسبة لك ، لكن ربما
يكون أمر ضروري و مهم بالنسبة له ، لا تحقرن من المعروف شيء.
· اعلم أن أقوى التأثير و أطوله عمراً هو التأثير في الأطفال ، إن كان
في تطوعك تعامل مباشر معهم فاعلم أنها غنيمة أتت إليك فاستغلها بشكلٍ أفضل.
· في عملية التطوع ليكن لديك "أمانة الكسب" فأنت المستفيد
الأول من تطوعك للجهة أكثر من استفادتهم منك.
· في أثناء تطوعك ركز على الهدف الذي أتيت من أجله و جاهد نفسك على ألا
تتأثر من الأمور المحيطة بك التي قد تعيق مسيرك.
· استشعر النعم التي أنت بها قبل أن تحرم منها في يومٍ ما.
· عند مواجهتك لتقصير من حولك و تقصيرهم قد يؤثر على عطاءك لا تستسلم و
تعطي سبب تقصيرك في عطاءك هم، بل قاوم ذلك التقصير بمضاعفة الجهد لتقليل من الضرر
الناتج، سدد و قارب.
· لا تنتظر الشكر و المكافأة للعمل الذي بذلته من أحد، اعمل و لا تنتظر
الجزاء عليه.
· عند بدئك في عمل تطوعي جاهد نفسك على الإستمرار عليه حتى النهاية ،
فإن أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل فيما معنى الحديث.
· لابد لأي عمل من أهداف منضبطة لكي يتم على أكمل وجه.
· جرب و حاول و تعلم من خطأك إن وقعت في ذلك و لا تتوقف.
· تدرج في عملك خاصة إن كانت تجربتك الأولى في المجال ، فمن الطبيعي أن
لا تتقن كل شيء من أول وهلة.
· عليك أن تنتبه ألا يكون عطاؤك في العمل ناتج عن عاطفة، فإن كان كذلك
فإنك ستتوقف عن العطاء إن فقدت تلك العاطفة.
· النظر للمستقبل بعينٍ واسعة؛ فإن لم تفعل ذلك قد ينتهي بك الطريق
للإحباط لأن توقعاتك فاقت الموجود.
· لا يكون تقييمك لعطاءك بناءاً على تفاعل الطرف الآخر معك، غالباً لا
يكون ذلك التقييم دقيقاً.
· إن كان تطوعك في مجال التعليم ليكن شعارك فيها "المحبة"
لأن المحبة فرعٌ من التلقي ، و نتائجه مرضية.
· عند فتورك في عملك التطوعي عليك بمراجعة النية أولاً، و من ثم
التركيز على الأولويات.
للإستزادة: الإستماع لـ من أراد بعمل
الدنيا (قول مفيد) لابن عثيمين
هنا أشارككم مشاعري التي انتابتني في
اليوم الأخير من التجربة:
"لحظات جميلة مضت و أخرى ستمضي،
شعورٌ لا يمكن وصفه خلال كلمات ذات أحرف معدودة، شكراً لك يا رب بأنك أتحت لي هذه
الفرصة شكراً لك من القلب؛ اسبوعان مروا كالريح، هذه الدنيا اللحظات الجميلة سرعان
ما تنقضي، تجربة جديدة خضتها و من مكاسبها الصحبة الصالحة الطيبة، الحمدلله حمداً
كثيراً. دار تحفيظ القرآن جمعتنا، أجمل اللحظات التي مررت بها، الحمد و الشكر لك
يا رب".
تعليقات
إرسال تعليق